يعد البريد المركزي القلب النابض للجزائر العاصمة حيث تم الشروع في بناء هذا المبنى العام على هيئة قصر فاخر عام 1910 وتم إكمال تشييده بعد ثلاث سنوات اي في 1913 ، تتألق أعمدته و أسقفه بزخرفٍ عربيّ أندلسيّ راقٍ، من إبداع الحرفي الجزائري السوفي المبدع “عمر قاقة” وأطلقت عليه آنذاك تسمية “البريد الجديد”. وكان يقع في ما يعرف بـ “الحي الأوروبي” كونه مجاورا للعديد من الشوارع التي كان يقطنها الفرنسيون الذين قدموا إلى الجزائر بعد احتلالها في 1830 و تحول الى متحف يستقطب آلاف السياح سواء من داخل الوطن أو من خارجه .
الزائر للبريد المركزي يتعرف على التطور الهائل الذي عرفه هذا القطاع الحيوي على مر العصور وخاصة في القرن العشرين الذي شهد خطوات جبارة عرفتها البشرية في مجال الاتصالات. ويخصص المتحف أجنحة خاصة بالتجهيزات البريدية التي كانت تستعمل في الفترة الاستعمارية للجزائر منذ 1830 إلى سنة 1962 كما تم تخصيص جناح للثورة التحريرية الجزائرية ووسائل الاتصال التي كانت مستعملة حينها من طرف الثوار الجزائريين وهي إمكانات بسيطة مقارنة بما كانت الآلة الاستعمارية تستعمله ولكنها أدت واجبها في إبلاغ رسالة الثورة التحريرية وتحقيق استقلال الجزائر .
إرسال تعليق